يقال إن القهوة اكتشفت في إثيوبيا، ومن وقت ظهورها حتى الآن، وكل عشاق هذا المشروب يبدون امتنانهم للمكتشف، حتى أصبحت واحدة من أكثر السلع تداولاً في العالم، لكن الغريب في الأمر أنه على الرغم من شهرتها الواسعة، إلا أنها تأتي في المركز الثالث بين أكثر المشروبات المفضلة عالمياً بعد المياه ومشروب الكوكاكولا الغازي.
كوب من القهوة الفرنسية أو التركية أو الأميركية، لن يختلف عشاق القهوة على طرق تحضيرها طالما تأتي في موعدها ساخنة محملة بالآمال وتترك معك أهم الذكريات، تلك اللحظات التي تسرقها من يومك المحمل بالأعباء مع قهوتك باتت مهددة بسبب التغير المناخي، إذ توقع تقرير حديث تراجع سوق القهوة إلى 50 في المئة بحلول عام 2050 بسبب ارتفاع درجات الحرارة المتزايدة.
ارتفع سعر القهوة العربية حالياً، ويواجه سوق القهوة تحديات الظروف الجافة في البرازيل، أكبر منتج للمشروب المفضل لدى الملايين، ما أثار مخاوف بشأن الإزهار المبكر وتقليل الإنتاج لمحصول القهوة لعام 2024/25. حالياً، تتداول عقود القهوة العربية بنحو 2.46 دولار للرطل، وهو مستوى لم يشهده السوق منذ عام 2011، إذ بدأ هذا الارتفاع في منتصف أغسطس وما زال مستمراً بسبب مخاوف الإمدادات.
ويحفل سوق القهوة العالمي بالمفارقات، فتلك المخاوف المتعلقة بأزمة المناخ والاحتباس الحراري، وما تسببه من جفاف، إضافة إلى تقطع سلاسل الإمداد، لم يؤثر في التوقعات بارتفاع نسبة أرباح سوق القهوة العالمي بنحو 4.61 في المئة على أساس سنوي بداية من 2023 حتى 2028، وفقاً لأحدث بيانات ستاتيستا. كما أشار التقرير إلى وصول استهلاك الفرد للقهوة بنحو 0.80 كيلوجرام في 2023، مع توقعات بنمو حجم سوق القهوة بنسبة 2.4 في المئة خلال 2024، إضافة إلى ارتفاع إنتاج السوق ليبلغ 6.8 مليار كيلوجرام بحلول عام 2028.
والمفارقات لا تقف عند هذا الحد، بل إن البرازيل التي تتصدر الدول الرائدة عالمياً بناءً على مساحة القهوة التي تحصدها بنسبة 39% من إجمالي القهوة في العالم بحسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية لعامي 2023-2024، فإنها لا تتصدر أرباح الدول من السوق العالمي، بل تحتل الولايات المتحدة الصدارة، بينما تأتي اليابان في المركز الثاني، ثم البرازيل.
وعلى الرغم من شهرة القهوة في إثيوبيا على سبيل المثال، إلا أنها تنتج نحو 5% فقط من إجمالي القهوة في العالم، بفارق بسيط عن إجمالي إنتاج إندونيسيا وأوغندا والهند، وفقاً للمصدر ذاته.
لكن تظل إمكانية ارتفاع سعر البن، أو سعر كوب القهوة نفسه فكرة مثيرة للجدل.
لا تعتبر المخاوف من ارتفاع ثمن القهوة جديدة، فقد انتشرت الأخبار منذ ثلاثة أعوام حول وصول ثمن القهوة العضوية إلى أكثر من ألف دولار مقابل الرطل، ووصول فنجان واحد من القهوة إلى نحو 75 دولاراً. تلك الأنباء أعادت إلى الأذهان ما أشيع قديماً عن القهوة بأنها مشروب الأثرياء فقط.
السؤال هنا: مع كل تلك المعطيات كيف سيتأثر عشاق القهوة من العرب؟
نيسان مصر تطلق برنامجها التمويلي بالتعاون مع مصرف «أبو ظبي الإسلامي- ADIB-Egypt»
39% من الناس يؤمنون أن الذكاء الاصطناعي قد يكون مديرًا أكثر كفاءة من الإنسان
أبوظبي للاستثمارات السياحية: 9.5 مليار جنيه تكلفة تطوير فنادق المجموعة