تعمل شركة “سافانا” السودانية على احتضان أفكار رواد الأعمال السودانيين وتدريبهم على أحدث الوسائل التكنولوجية كما أنها تعمل على تحسين صورة الاقتصاد السوداني بشكل عام خاصة بسبب تفشي شائعة استمرار العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان والتي كانت قد رُفعت بشكل نهائي في عام 2017.
وأكد يوسف يحيى الرئيس التنفيذي للشركة أنها تعمل بشكل كبير على التوسع بالدول المجاورة للسودان منها مصر قبل نهاة العام الجاري إلى جانب التوسع في أوغندا بداية الربع الأول من العام القادم ورواندا وكينيا في الربعين الثالث والرابع من عام 2025.
وأشار يحيى إلى أن قطاع ريادة الأعمال في السودان قبل الحرب كان مزدهراً بشكل كبير وظهرت العديد من الشركات الناشئة السودانية والتي جذبت استثمارات عديدة منها شركة “كاشي” والتي استحوذت عليها شركة “فوري” للمدفوعات المصرية إلى جانب شركة”بلووم” للمدفوعات الإلكترونية والتي حصدت تمويلاً من صندوق “واي كومبيناتور” إلى جانب صندوق “أفريكا رينيسانس بارتنرز” بقيمة8.5 مليون دولار خلال عام 2002.
وأوضح أن سوق الشركات الناشئة السودانية شهد ما أسماه “بالهجرة العكسية” وهي عودة الشباب السوداني المغترب من عدة دول منها أميركا نيوزيلندا وتأسيس شركات ناشئة في السودان قبل أن تندلع الحرب وتتوقف جمع محاولات التأسيس مبيناً أنه على ارغم من اتمرارا الحرب حتى الوقت الحالي لكن قطاعات الأعمال الخاصة في السودان لا تزال تعمل بشكل كبير وفعال كما أن العمليات التجارية من االبيع والشراء لم تتوقف حتى الأن.
وفي حواره مع “ذا إديتور نيوز” لفت إلى أن شركة “سافانا” حالياً تعمل على تدريب نحو 100 شاب وشابة من أصل خمسة الاف تقدموا للالتحاق ببرامج “سافانا” في عدد من المدن السودانية منها “كسلا” و”بورتسودان” وذلك عقب اندلاع الحرب.
وأضاف أن نموذج الأعمال الذي تتبعه “سافانا” مختلفاً عن بقية حاضنات الأعمال إذ أنها ليست حاضنة شركات بالمعنى التقليدى ولكنها حاضنة لأفكار إنشاء تلك الشركات,لافتاً غلى أنها تمنح تمويلات تتراوح من خمسة آلاف إلى 25 ألف يورو وذلك قبل الحرب إلا أن “سافانا” خفضت أحام التمويلات لتتراوح من 2500 إلى 7500 يورور بهدف مساعدة رائد الأعمال على تطوير الأفكار الخاصة به وتنفيذ نموذج أعمال الشركة.
ولفت إلى أن “سافانا” تمتلك العديد من الشاركات الدولية مع عدد من الكيانات الاستثمارية العالمية الهامة منها الاتحاد الأوروبي عبر “الوكالة الإيطالية للتنمية”.
وأشار إلى ان “سافانا” تهتم باحتضان أفكار الشركات التي تعمل بقطاعات تصدير المجاصيل الزراعية والتكنولوجيا المالية مؤكداً أن رقمنة عمليات الدفع تُعد أحد الأعمدة الرئيسية التي سيعتمد عليها الاقتصاد السوداني في نهوضه مجدداً بعد الحرب.
وذكر أن “سافانا” تتبنى خطة طموح للتوسع في عدد من الدول الإفريقية والتي يتواجد بها عدد لا بأس به من الجالية السودانية منها مصر وإثيوبيا وأوغندا لافتاً إلى أنها حالياً تعمل على توطيد الاتصالات مع الكيانات الداعمة لريادة الأعمال في مصر وعلى راسهم شركة “إنطلاق” بهدف مخاطبة الشباب السوداني المتواجد بالبلاد.
وأوضح أن “سافانا” تعمل على جمع اكبر عدد ممكن من البيانات عن الجالية السودانية المقيمة في مصر وإنشائ قاعدة بيانات كبرى لهم ومخاطبة الجهات الحكومية المختصة بهدف إتاحة تصاريح عمل لهم ما يسهم في توفير فرص عمل لهم.
وأكد أن 60 في المئة من الشعب السوداني تحت عمر الثلاثون عاماً وتأثروا تأثر بالغ بالتطور التكنولوجي والتطور الذي يشهده قطاع ريادة الأعمال في الوقت الراهن ويحاول العديد منهم تقليد الأفكار العالمية مع إعطائها الطابع المحلي.
ويرى انه من الضروري في حال توقفت الحرب أن يتم دعم القطاع الخاص بشكل كبير خاصة وأنه قد تضرر بشد من استمرارية النزاع وهو ما يؤدي إلى دعم قطاع الشركات الناشئة وريادة الأعمال.
وأرجع التطور الكبير اذي تشهد قطاعات الشركات الناشئة في دول الخليج مثل السعودية والامارات وقطر إلى دعم القاع الحكومي لريادة الأعمال وتوفر الموارد بينما رائد الأعمال الإفريقي يعاني من شح في الموراد وخاصة الموارد المالية مبيناً أن الشركات الناشئة في إفريقيا تكون وليدة الحاجة أة تعمل على حل مشكلة بينما في الدول الخليجية هي نوع من أنوع الرفاهية.